للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوقفة السادسة في:

أسباب قطيعة الأرحام

أسباب قطيعة الأرحام كثيرة جدًّا، يعمل عليها شياطين الجن والإنس، والنفس الأمارة بالسوء، والهوى، وعبودية الدنيا، وغير ذلك.

وهي ضد الأسباب المعينة على صلة الأرحام المذكورة قبل هذا، ومن أهمها ما يلي:

١ ضعف الإيمان بالله تعالى، وضعف الخوف منه، ورجائه.

٢ الغيبة والنميمة، والتحريش فيما بين الأقارب، منهم، أو من غيرهم.

قال الأعشى (١):

ومَن يُطِعِ الواشينَ لا يَتركوا له

صديقًا ولو كان الحبيبَ المُقَرَّبَا!

٣ الكبر والاحتقار، فبعض الأقارب لا يرى لأقاربه وزنًا؛ إما لكونه أغنى منهم، أو لغير ذلك.

٤ البخل والشح والتكتم على ما أعطاه الله من خير، فيبتعد عن أقاربه مخافة أن يطلبوا منه المساعدة، أو يعلموا بإنعام الله عليه.

قال زهير (٢):

ومَن يكُ ذا فضلٍ فيبخَلْ بفضلِه … على قومِه يُستغنَ عنه ويُذْمَمِ

وقال البارودي (٣):

فلا تحسبنَّ المالَ ينفعُ ربَّه … إذا هو لم تحمَدْ قِرَاه العشائرُ

وقال الآخر:

ومن ذا الذي ترجو الأباعدُ نَفْعَه … إذا كان لم يصلحْ عليه الأقاربُ (٤)


(١) انظر: «ديوانه» ص (٩).
(٢) انظر: «ديوانه» ص ٣١.
(٣) انظر: «ديوانه» ص ٢/ ٩٧.
(٤) انظر: «بر الوالدين» للطرطوشي ص ١٧١.

<<  <   >  >>