للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الباقيات الصالحات، وتزود من التقوى فإنها خير زاد، واحذر كل الحذر أن تأتي غدًا مغبونًا، فلا أحد يرضى الغبن لنفسه.

الوصية التاسعة عشرة

احفظِ الله يحفظْك؛ احفظ الله بأداء حقوقه، وفعل أوامره واجتناب نواهيه، وأداء حقوق خلقه.

يحفظك في دينك ودنياك وأخراك، وأهلك وولدك ومالك.

واحترز من الذنوب والمعاصي، فهي السبب الأول لمصائب الدين والدنيا والآخرة، وهي السبب لكل بليَّة، والجالبة لكل رزيَّة، قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: ٣٠].

وقال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: ٤١].

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «إن الرجل ليُحرَم الرزق بالذنب يصيبه» (١).

وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: «واحترزوا من الذنوب فإنها أشد عليكم من عدوكم» (٢).

الوصية العشرون

اعلم أنك لن تذوق طعم السعادة الحقيقية في حياتك حتى تذوق حلاوة الإيمان، وتلتذ بالطاعة والأعمال الصالحة، وينشرح صدرك بذلك، فتستغني بذلك عن فضول


(١) سبق تخريجه.
(٢) ذكره سبط ابن الجوزي في «مرآة الزمان، في تواريخ الأعيان» (٥/ ١٦٩)، وهو وصية من عمر كتب بها إلى سعد -رضي الله عنهما- قال: «كونوا أشدَّ الناس احتراسًا من المعاصي بينكم، من عدوِّكم».

<<  <   >  >>