للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وردد قوله تعالى: {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ} [الزمر: ١٦] (١).

وكان الفُضيل بن عِيَاض إذا مرَّ بآية فيها ذكر الجنة يردد فيها ويسأل (٢).

وقال محمد بن كعب القُرَظي: «لأن أقرأ: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} و {الْقَارِعَةُ} أرددهما وأتفكر فيهما أحب إليَّ من أن أبِيت أهذُّ القرآن» (٣).

وقال النووي (٤): «وقد بات جماعة من السلف يتلو الواحد منهم الآية ليلةً كاملة أو معظمها، ويتدبرها عند القراءة».

وقال ابن القيم (٥): «هذه كانت عادة السلف، يردد أحدهم الآية إلى الصبح».

الوقفة الخامسة في:

آداب تلاوة القرآن الكريم وحملته

القرآن الكريم كلام الله -عز وجل- يجب تعظيمه وتكريمه واحترامه، والتأدب معه بأحسن الآداب، والتخلق معه بأجمل الأخلاق، ومن ذلك مراعاة الأمور التالية:

الأول: الإخلاص لله تعالى؛ بأن يكون القارئ مخلصًا لله تعالى في نيته، يقصد بقراءته وجه الله تعالى ومرضاته، ويبتغي بذلك الأجر والثواب من الله تعالى، متجردًا من كل غرض دُنيوي؛ من مال أو رياسة، أو جاه أو ارتفاع على أقرانه، أو ثناء الناس عليه، أو صرف وجوه الناس إليه، أو رياء وسمعة، أو إعجاب بالنفس أو غير ذلك.

قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (٢) أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر: ٢ - ٣]، وقال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة: ٥].


(١) انظر: «التبيان، في آداب حملة القرآن» للنووي ص (٨٦).
(٢) أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (٨/ ٨٦). وانظر: «نزهة الفضلاء، في تهذيب سير أعلام النبلاء» (٢/ ٦٦٢).
(٣) أخرجه ابن أبي شيبة في «مصنفه» ٦/ ٥٣ (٨٨٢٤). وانظر: «مختصر قيام الليل» ص (١٤٨)، و «الزهد» لابن المبارك ص (٩٧).
(٤) في «الأذكار» ص (٩٠).
(٥) في «مفتاح دار السعادة» (١/ ٢٢٢).

<<  <   >  >>