للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الشاعر:

المالُ كالماء إن تحبِس سواقيَه … يَأْسِن وإن يجرِ يَعْذُب منه سَلْسَالُ

فاللهُ أعطاك فابذُلْ من عَطِيَّتِه … فالمالُ عاريةٌ والعمرُ رحَّالُ (١)

تفقد أحوال من حولك ومن تعرف من الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام والضعفاء والمرضى، وامسح دموعهم بشيءٍ مما أعطاك الله تعالى تجدْه غدًا {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا} [المزمل: ٢٠].

اجعل في جيبك نحو مئتي ريال فئة عشرة، فإذا رأيت محتاجًا فأعطه ما تيسر، وسيمر عليك شهور عدة ما نَفِدَ ما في جيبك، واحذرْ أن تكون ممن إذا رأى هؤلاء المساكين قال: هؤلاء فيهم كذا وكذا، واعلم أن الناس فيهم حاجة، وفي الحديث: «تُصُدِّقَ على غنيٍّ وعلى سارقٍ وعلى زانيةٍ» (٢).

وقد قيل:

حالُ المُقِلِّ ناطقٌ … عَمَّا خفى من عَيبِه

فإنْ رأيتَ عارِيًا … فلا تسألْ عن ثَوبِه (٣)

الوصية الستون

استحضر مراقبة الله تعالى في جميع أحوالك، فيما تقول وتفعل، وتسمع وتبصر، وفي خَطَرات قلبك، كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.


(١) سبق.
(٢) أخرجه البخاري في الزكاة (١٤٢١)، ومسلم في الزكاة (١٠٢٢)، والنسائي في الزكاة (٢٥٢٣)، وأحمد ٢/ ٣٢٢ (٨٢٨٢) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
(٣) البيتان لبدر الدين الشافعي. انظر: «شذرات الذهب» (١٠/ ٤٨٧).

<<  <   >  >>