فأوجب الله -عز وجل- قيام الليل في هذه الآية، فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه عامًا حتى تَفَطَّرتْ أقدامهم، ثم نسخ الله ذلك بقوله تعالى:{إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ}[المزمل: ٢٠].
هذه هي الآيات المنسوخة، وما عدا ذلك مما قيل فيه النسخ من الآيات فالصحيح أنها مُحكَمة غير منسوخة.
٥ - الشباب هم أمل الأمة بعد الله -عز وجل-، فهم الذين انتصرت بهم دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام، كما قال تعالى:{فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ}[يونس: ٨٣].
وقال تعالى عن أصحاب الكهف:{إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى}[الكهف: ١٣].
وهكذا كان جُلُّ أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شبابًا.
ولهذا تجب العناية بالشباب وتعليمهم وتربيتهم على العقيدة الصحيحة، وعلى الاستقامة على طاعة الله تعالى، وتشجيعهم على الثقة بالله ثم بأنفسهم، فهم أبناء اليوم ورجال المستقبل.