للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[وقفتان في: نعمة اللباس، وأخذ الزينة للصلاة]

قال الله -عز وجل-: {يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا} [الأعراف: ٢٦]،

وقال تعالى: {يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف: ٣١]

الوقفة الأولى في:

نعمة اللباس، وأن الله جميل يحب الجمال

[أ- اللباس نعمة عظيمة من الله -عز وجل-]

امتنَّ الله -عز وجل- على بني آدم بنعمة اللباس؛ فقال -عز وجل-: {يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا} [الأعراف: ٢٦]؛ أي: قد خلقنا وأوجدنا لكم لباسًا يستر عوراتكم وريشًا؛ أي: وزينة وجمالًا لكم يستر أبدانكم ويقيكم الحر والبرد.

وقال تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ} [النحل: ٨١].

فاللباس من أعظم نعم الله تعالى على العباد، ولا يعرف قدر اللباس إلا من فقده، فكانت عورته عرضة لأنظار الآخرين، وجسمه عرضة للسع الحر والبرد.

ولك أخي أن تتصور حال الإنسان عُريانًا، رجلًا كان أو امرأةً، لتحمد الله تعالى وتشكره، فكم من إنسان لا يجد ما يستر به عورته! فضلًا عما يستر به بدنه ويتقي به الحر والبرد.

وتأمل حال الأبوين لما وسوس لهما الشيطان وخدعهما فأكلا من الشجرة، وبدت لهما سوآتهما، فأخذا يخصِفان عليهما من ورق الجنة لستر سوآتهما.

<<  <   >  >>