للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[وقفتان في: الحسد]

الوقفة الأولى في:

أسباب تحريم الحسد

حرم الله تعالى الحسد، ونهى عنه، وأمر بالاستعاذة من شر الحاسد لأسباب عدة، منها ما يأتي:

أولًا: أن الحسد فيه اعتراض على قضاء الله وقدره وحكمته في تقسيمه الأرزاق بين عباده.

ثانيًا: أنه سبب لرد الحق، وعدم قَبوله، كما ذكر الله -عز وجل- عن أهل الكتاب، قال -عز وجل-: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} [البقرة: ١٠٩].

قال أبو حاتم: «على العاقل مجانبة الحسد على الأحوال كلها، فإن أهون خصال الحسد ترك الرضا بالقضاء، وإرادة ضد ما حكم الله جل وعلا لعباده، ثم انطواء الضمير على إرادة زوال النعم عن المسلم، والحاسد لا تهدأ روحه ولا يستريح بدنه إلا عند رؤية زوال النعمة عن أخيه» (١).

ثالثًا: أنه من نواقض عرى الإيمان الموجبة لمحبة الخير لأخيه المسلم، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» (٢).

رابعًا: أن فيه اعتداءً على المحسود بغير جرم منه، إلا أن الله أعطاه من فضله، وقد


(١) انظر: «روضة العقلاء» ص ١٣٣.
(٢) أخرجه البخاري في الإيمان (١٣)، ومسلم في الإيمان (٤٥)، والنسائي في الإيمان وشرائعه (٥٠١٦، ٥٠١٧)، والترمذي في صفة القيامة والرقائق والورع (٢٥١٥)، وابن ماجه في المقدمة (٦٦)، وأحمد ٣/ ٢٠٦ (١٣١٤٦) من حديث أنس -رضي الله عنه-.

<<  <   >  >>