للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[وقفات ثلاث في: الكرم]

قال الله تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (٢٤)} [الذاريات ٢٤].

الوقفة الأولى في:

فضيلة الكرم

الكرم: سَعة الفضل والإنعام، وكثرة الخير والجود والعطاء، وعلو الصفات وكمالها، قال بعضهم: «الكرم اسم واقع على كل نوع من أنواع الفضل، ولفظ جامع لمعاني السماحة والبذل» (١). وهو من أجلِّ الصفات وأفضلها وأعظمها.

وقد وصف الله -عز وجل- به نفسه في كتابه الكريم، فقال تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: ٢٧]، وقال تعالى: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: ٧٨].

كما سمى -عز وجل- نفسه بـ «الكريم»، فقال تعالى: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} [المؤمنون: ١١٦]، وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} [الانفطار: ٦].

فهو -عز وجل- «الكريم» الكرم المطلَق من جميع الوجوه، كريم الذات والصفات، عظيم الفضل، كثير العطاء، جزيل الهِبات، أكرم الأكرمين، وأجود الأجودين، ذو الصفات العليا، والمثل الأعلى في السموات والأرض.

وقد وصف -عز وجل- بذلك القرآن، فقال تعالى: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ} [الواقعة: ٧٧]، أي: كثير الخير، فيه الدعوة إلى كل خير، والنهي عن كل شر، وبيان كل شيء، والهدى والرحمة والبشرى، كما قال تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: ٨٩]، وقال تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام: ٣٨].


(١) انظر: «عين الأدب والسياسة» لأبي الحسن بن هذيل (ص ١٠٥).

<<  <   >  >>