للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوقفة الثانية:

أسباب سلامة القلب، وانشراح الصدر

أسباب سلامة القلب، وانشراح الصدر كثيرة جدًّا، لمن وفقه الله تعالى للأخذ بها، من أهمها ما يلي:

أولًا: صدق الإيمان بالله تعالى، والإخلاص له وحده لا شريك له، والاستقامة على دينه، وشرعه، وخوفه، ورجائه.

ثانيًا: ملازمة العبد دعاء ربه -عز وجل-، وسؤاله الهداية، وانشراح صدره، وثبات قلبه وصلاحه، وسلامته من الشك، والكفر، والنفاق، ومن الحقد، والحسد، والغل، والزَّيغ، وغير ذلك من أمراض القلوب، كما قال موسى -عليه السلام-: {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي} [طه: ٢٥]

وكما كان نبينا -صلى الله عليه وسلم- يقول: «يا مقلِّبَ القلوب، ثبِّت قلبي على دينك» (١)، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: «يا مصرِّفَ القلوبِ صرِّف قلوبنا على طاعتك» (٢).

وكما امتدح -عز وجل- الراسخين في العلم بقولهم: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} [آل عمران: ٨].

وامتدح -عز وجل- المؤمنين بقولهم: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر: ١٠].

وهكذا كان دأب الصالحين ملازمة الدعاء بصلاح القلب؛ لمعرفتهم التامة أن في صلاح القلب صلاحَ الجسد كله، وبذلك صلاح أمر دينهم ودنياهم وأخراهم، وهكذا كان شأن سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-، كان لا يفتر في مجالسه، وفي تنقلاته، وتقلباته، وسائر أحواله من قوله: «اللهم أصلح لي قلبي»، عرَف هذا عنه القريب والبعيد، والقاصي والداني، رحمه الله رحمة واسعة، وجمعنا وإياه وجميع المسلمين، في دار كرامته -عز وجل-.


(١) سبق تخريجه.
(٢) أخرجه مسلم في القدر (٢٦٥٤)، وأحمد ٢/ ١٦٨ (٦٥٦٩) من حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما-.

<<  <   >  >>