للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثالثًا: تعاهد القلب ومراقبته، والحرص على سلامته، التي بها النجاة يوم القيامة، كما قال تعالى: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (٨٨) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: ٨٨ - ٨٩]؛ أي: سليم:

أولًا: من الشبهة، والشك، والشرك، والكفر، والنفاق، والرياء، والكبر، ونحو ذلك، مخلص العبادة لله تعالى وحده؛ لأن العمل لا يُقبل إلا إذا كان خالصًا لله تعالى، موافقًا لشرعه، كما قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ} [النساء: ١٢٥]؛ أي: أخلص العمل لله تعالى، وهو متبع شرع الله.

وقال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [الملك: ٢]؛ أي: أخلصه وأصوبه.

وعن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله لا ينظر إلى صُوَرِكم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم» (١).

وسليم ثانيًا: من الحسد، والحقد، والغل على عباد الله، نقي السريرة، سليم القلب والصدر على إخوانه المسلمين، لا يحمل على أحد منهم لا غلًّا، ولا حقدًا، ولا حسدًا، ولا عداوةً، ولا بغضاءَ، ولا شحناءَ، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: «مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى» (٢).

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانًا؛ المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذُله، ولا يحقره، التقوى هاهنا» ويشير إلى صدره ثلاث مرات «بحسْب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه، وماله، وعِرضه» (٣).


(١) أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب (٢٥٦٤)، وابن ماجه في الزهد، القناعة (٤١٤٣)، وأحمد ٢/ ٢٨٤ (٢٨٢٧).
(٢) أخرجه البخاري في الأدب (٦٠١١)، ومسلم في البر والصلة والآداب (٢٥٨٦)، وأحمد ٤/ ٢٧٠ (١٨٣٧٣) من حديث النعمان بن بشير -رضي الله عنهما-.
(٣) أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب (٢٥٦٤)، وأحمد ٢/ ٢٧٧ (٧٧٢٧).

<<  <   >  >>