للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الشاعر:

لا يحملُ الحقدَ من تعلو به الرتبُ … ولا ينال الرضا من طَبعُه الغضبُ (١)

رابعًا: إفشاء السلام، فهو من أعظم أسباب سلامة القلوب وصفائها؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: «ألا أدُلكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم» (٢).

خامسًا: النصح للمسلمين، وعدم الغش لأحدٍ منهم، كما قال جرير بن عبد الله -رضي الله عنه-: «بايعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم» (٣).

وعن تميمٍ الداريِّ -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الدين النصيحة» قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم» (٤).

سادسًا: محبة الخير للمسلمين جميعًا؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» (٥).

سابعًا: حسن الظن بإخوانه المسلمين، وحمل ما يصدر منهم على المحمل الحسن ما أمكن ذلك، والحذر من سوء الظن، فإن سوء الظن يُوغِر الصدور، ويغرس في القلوب الحقد والغل والكراهية، على لا شيء؛ لهذا نهى الله -عز وجل- عنه وحرمه، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: ١٢].

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث» (٦).


(١) البيت لعنترة بن شداد. انظر: «ديوانه» ص (١٠).
(٢) سبق تخريجه
(٣) سبق تخريجه.
(٤) أخرجه مسلم في الإيمان (٥٥)، وأبو داود في الأدب (٤٩٤٤)، والنسائي في البيعة (٤١٩٧). وأخرجه النسائي في الموضع السابق (٤١٩٩)، والترمذي في البر والصلة (١٩٢٦) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
(٥) في «تفسيره» ٧/ ٣٥٧.
(٦) أخرجه مالك في حسن الخلق (٢/ ٩٠٧)، والبخاري في النكاح (٥١٤٣)، ومسلم في البر والصلة والآداب (٢٥٦٣)، وأبو داود في الأدب (٤٩١٧)، والترمذي في البر والصلة (١٩٨٨).

<<  <   >  >>