للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فارفعْ لنفسِك بعد موتِك ذِكرَها … فالذِّكرُ للإنسانِ عُمرٌ ثاني (١)

وهذا يوجب على المسلم الحزم في تنظيم الوقت، واستغلاله قبل أن يندم على التفريط، وضياع عمره.

قال بعض السلف: «ما ندِمت على شيء ندمي على يوم غربت عليَّ فيه شمسه، نَقَصَ فيه عمري، ولم يزدد عملي».

وقال الشاعر:

فيا ليت الشبابَ يعودُ يومًا … فأُخْبِرَه بما فعل المَشيبُ

بكيتُ على الشبابِ بدمعِ عيني … فلم يُفِدِ البكاءُ ولا النَّحيبُ (٢)

الوقفة الخامسة في:

تنظيم الوقت

اهتم الإسلام بتنظيم الوقت، وهو ما يسميه أهل العلم -رحمهم الله-: «عمل اليوم والليلة»، ويظهر هذا الاهتمام من جانبين:

الجانب الأول: من خلال عناية القرآن الكريم، والسنة النبوية؛ ببيان أهمية الوقت، وأهمية عمر الإنسان في هذه الحياة، كما سبق بيانه.

الجانب الثاني: من خلال تحديد أوقات العبادات البدنية؛ الفعلية والقولية؛ كالصلاة، والصيام، والحج، والذكر، والاستغفار، وتحديد أوقات العبادات المالية، ومن خلال جعل الأيام والليالي خزائن للأعمال الصالحة.

قال تعالى في الصلاة: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء: ١٠٣]، وقال تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: ٢٣٨]، وقال: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ


(١) البيتان لأمير الشعراء أحمد شوقي، انظر: «الشوقيات» (٣/ ١٥٨).
(٢) البيتان لأبي العتاهية. انظر: «ديوانه» ص (٢٣).

<<  <   >  >>