للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٢ الفرار من الفتن:

عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يوشك أن يكون خير مال المسلم غنمًا يتبع بها شَعَفَ الجبال، ومواقع القَطْر، يفر بدينه من الفتن» (١).

وقد بوَّب البخاري -رحمه الله- باب «من الدين الفرار من الفتن».

وفي حديث حذيفة -رضي الله عنه- في الفتن لما قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: «تلزم جماعة المسلمين وإمامهم». قال حذيفة: يا رسولَ الله، فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: «فاعتزِلْ تلك الفرق كلها ولو أن تعَضَّ بأصل شجرة حتى يدركَك الموت وأنت على ذلك» (٢).

هذه هي أهم الأسباب التي بها- بإذن الله تعالى وتوفيقه- النجاة من الفتن والعصمة منها.

الوقفة السادسة في:

المنهجية والطريقة في مواجهة الفتن

سبق ذكر الأسباب في النجاة من الفتن والعصمة منها، قبل وقوعها وبعد وقوعها، وفي هذه الوقفة بيان المنهجية والطريقة في مواجهتها، وكيفية التعامل معها حتى تخمد أو تمر بسلام.

يجب على المسلم عند وقوع الفتنة الحرص على السلامة منها، والخلاص من شرها، ومن أهم الأسباب لذلك ما يلي:

أولًا: التثبت في الأمور كلها، وفي تلقي الأخبار:

والتمحيص والتدقيق فيها، والحذر كل الحذر من نقل الإشاعات، وتلقف الأخبار الكاذبة المضلِّلة، والحرص على عدم نشر أخبار الفتن، ولو صحت، كما قال بعض أهل العلم: «أميتوا الباطلَ بالسكوت عنه».


(١) سبق تخريجه قريبًا.
(٢) سبق تخريجه قريبًا.

<<  <   >  >>