للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوصية الثانية والسبعون

لا تشكوَنَّ حالك إلا إلى الله تعالى الذي يسمع النجوى، وإليه الشكوى، ويرفع البَلوَى.

قال الله تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ} [المجادلة: ١].

وقال الشاعر:

لا تشَكُونَّ إلى خَلْقٍ فتُشْمِتَه … شَكوَى الجريحِ إلى الغربانِ والرَّخَمِ (١)

وقال الآخر:

وإذا شكوتَ إلى الأنامِ فإنما … تشكو الرحيمَ إلى الذي لا يَرحمُ (٢)

واعلم أنه لا ينافي الشكوى إلى الله الاستئناس برأي أخ أو صديق لَبيب عاقل ناصح، وطلب المواساة منه.

وهذا ما عناه الشاعر بقوله:

ولا بد من شكوى إلى ذي مُروءةٍ … يُواسيك أو يُسليك أو يَتَفَجَّعُ (٣)

فشكوى الحال إلى الله تعالى في كل حال، لا ينافيه الاستئناس وطلب المواساة ممن يقدر على ذلك من الإخوان.

الوصية الثالثة والسبعون

شاور من تثق به من أهل المعرفة والحكمة والعقل والعلم والنصح وسداد الرأي فيما


(١) البيت للمتنبي. انظر: «ديوانه» ٢/ ٢٦٢.
(٢) سبق.
(٣) البيت لابن نباتة المصري. انظر: «ديوانه» ص (٣١٥)، ونسب أيضًا لبشار بن برد. انظر: «نهاية الأرب» (٣/ ٨٠).

<<  <   >  >>