للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورسوله، فهجرتُه إلى الله ورسولِه، ومن كانت هجرتُه لدنيا يصيبها، أو امرأةٍ يَتزوجها، فهجرتُه إلى ما هاجَرَ إليه» (١).

وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: «احتسبوا أعمالكم؛ فإن من احتسب عمله كُتب له أجر عمله وأجر احتسابه» (٢).

وقال معاذ -رضي الله عنه-: «فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي» (٣).

والمصيبة أن كثيرًا من ذوي المسؤوليات في الأمة كبيرها وصغيرها من المدرسين والقضاة والموظفين وأئمة المساجد والمؤذنين، بل كثير من الآباء والأمهات، وغيرهم يخسرون أعمارهم، وما يقومون به من جهد في مسؤولياتهم بسبب غياب جانب الاحتساب لله تعالى في ذلك العمل.

فاحرص أخي المبارك، وأختي المباركة على استحضار الاحتساب لله تعالى في أي عملٍ تقوم به دينيًّا أو دنيويًّا، واحتسِبْ ذلك على الله تعالى، تصيد عُصفُورين أو ثلاثة بحجرٍ واحد: أجر الاحتساب من الله، وقيامك بالواجب، وأجر من بيت المال، مع عون الله وتوفيقه لك.

الوقفة الثانية في:

أمانة المسؤولية في أعمال الأمة

من أعظم الأمانات أمانة المسؤولية في أعمال الأمة، التي يتساهل فيها الكثيرون، ولا يحسبون لها حسابًا، فيخرجون منها بتبِعات عظيمة تَنُوءُ بحملها الجبال.


(١) أخرجه البخاري في بدء الوحي (١)، ومسلم في الإمارة (١٩٠٧)، وأبو داود في الطلاق (٢٢٠١)، والنسائي في الطهارة (٧٥)، والترمذي في فضائل الجهاد (١٦٤٧)، وابن ماجه في الزهد (٤٢٢٧) من حديث عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.
(٢) انظر: «النهاية في غريب الحديث» مادة «حسب».
(٣) أخرجه البخاري في المغازي (٤٣٤١، ٤٣٤٤) من حديث أبي بردة حفيد أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه-.

<<  <   >  >>