للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأسر، فليس بصحيحٍ أن يرى الرجل أهم واجب عليه النفقة، وتأمين السكن والمأكل والملبس، ونحو ذلك، وأن ترى الزوجة أهم واجب عليها طهي الطعام، وغسل ملابسه، ونحو ذلك.

بل أهم من ذلك وأوجب أن يسعى كلٌّ منهما ما استطاع إلى إعفاف الآخر.

وليس بصحيحٍ أن تأتي الزوجة إلى فراش زوجها بقميص المطبخ، وثوب الغسيل، وتريد أن تدوم العشرة بينها وبين زوجها.

وليس بصحيحٍ أن يأتي الرجل إلى فراشه بثوب ورشة الحِدادة، أو قميص رحلة التنزه، وهو يريد دوام العشرة بينه وبين زوجته.

وليس بصحيحٍ إذا أراد الزوج زوجته أن يذهب يبحث عنها في زوايا البيت، أو يقودها بسلسلة إلى فراشه، وهي تريد ديمومة العشرة معه.

وليس بصحيحٍ ألا يهتم الرجل بإشباع رغبة زوجته، ويبتعد عنها وينساها، ثم يريد ديمومة العشرة معها، هذا أمر لا يكون.

وليس بصحيحٍ أن من يتعامل بهذا قد أدى ما يجب عليه في حق زوجه، بل هو مقصر أشد التقصير، ومسؤول أمام الله عن ذلك.

ومع أن البرود في هذا الجانب، وعدم إعطائه حقه سببٌ لكثير من مشكلات البيوت، وتفكك الأسر، وربما أدى بالزوجين أو أحدهما إلى التطلع إلى الحرام، قلَّ من يسعى إلى تبصير الناس في هذا الأمر؛ ليعود للبيوت جمال الحياة الزوجية، وتعود للأسر الألفة والمحبة، وتسلم من التفكك والتشرد والتشتت، بل ليسلم الزوجان من النظر والتطلع إلى الحرام، نسأل الله السلامة.

[همسة]

ينبغي للزوجين لكي يتعاشرا بالمعروف أن يستشعرا أنه ما من شريكين أو متعاشرين يرضى كل منهما خُلق الآخر على التمام، وقد قيل: «ما تعاشر اثنان إلا وأحدهما يتغاضى عن الآخر».

<<  <   >  >>