للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلنا لحذيفة: أكان عمر يعلم الباب؟ قال: نعم، كما يعلم أن دون غد ليلة، وذلك أني حدثته حديثًا ليس بالأغاليط، فهِبنا أن نسأله: مَن الباب؟ فأمَرْنا مسروقًا فسأله، فقال: مَن الباب؟ قال: عمر (١).

[ج- أقسام القلوب أمام الفتن]

تنقسم القلوب عندما تُعرض عليها الفتن إلى قلبين:

قلب ثابت على الدين، قوي الإيمان واليقين، ينكرها، أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض.

وقلب مضطرب ضعيف الإيمان واليقين، أو خِلو من ذلك، يشربها فينقلب وينتكس.

قال -صلى الله عليه وسلم-: «تُعرض الفتن على القلوب كالحصير عودًا عودًا، فأي قلب أُشرِبها نُكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير القلوب على قلبين: على أبيض مثل الصفا، فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مُرْبَادًّا كالكُوز مُجَخِّيًا لا يعرف معروفًا، ولا ينكر منكرًا، إلا ما أُشرب من هواه» (٢).

[د- أقسام الناس أمام الفتن]

بِناءً على انقسام القلوب أمام الفتن إلى قلبين، ينقسم الناس أمامها إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: مؤمن قوي الإيمان واليقين، ذو علم بكتاب الله تعالى، وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ومنهج السلف الصالح وأهل السنة والجماعة، حذِرٌ من الفتن ويستعيذ بالله منها، ويعرف كيفية التعامل معها، وأسباب النجاة منها، وهذا بإذن الله ينجيه الله تعالى منها.

القسم الثاني: من يخوض ويسعى في الفتن بلا علم ولا دراية، وإنما يردد وينشر ما يقوله الناس في المجالس وفي المنتديات والمواقع، وعبر وسائل الاتصال: «سمعت الناس


(١) أخرجه البخاري في مواقيت الصلاة (٥٢٥)، وفي الفتن (٧٠٩٦)، ومسلم في العلم (١٤٤)، والترمذي في الفتن (٢٢٥٨)، وأحمد ٥/ ٣٨٦ (٢٣٢٨٠).
(٢) أخرجه مسلم في الإيمان (١٤٤)، وأحمد ٥/ ٣٨٦ (٢٣٢٨٠) من حديث حذيفة -رضي الله عنه-.

<<  <   >  >>