قال الله تعالى:{مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}[ق: ١٨]
الوقفة الأولى في:
فضيلة اللسان، وشرفه
اللسان من أعظم الجوارح التي منحها الله تعالى للإنسان وأفضلها وأشرفها؛ فقد امتن الله على الإنسان بها، كما قال تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (٨) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ} [البلد: ٨ - ٩].
وهو نعمة عظيمة من الله تعالى لمن وفقه الله -عز وجل-، به يُدخِل الإنسان في الإسلام، وينطق بأعظم كلمة؛ كلمة التوحيد؛ شهادة أنْ لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، كما قال تعالى:{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ}[إبراهيم: ٢٤].
به يلهج المسلم بذكر ربه، وشكره، ويرتِّل آياته، ويدعوه، ويسبحه، ويهلله، ويكبره، ويحمده، ويثني عليه.
به يقول الحق، ويدعو إليه، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويرغِّب في الخير، ويحذِّر من الشر.
وبه يستعين على جميع أمور دينه، ودنياه، وأخراه.
وبه يختم المؤمن الموفَّق حياته بقوله: لا إله إلا الله.
وبه يجيب المَلَكين في قبره بقوله: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد -صلى الله عليه وسلم-.
وبه يلهج أهل الجنة بذكر الله، وشكره، وتسبيحه، وتحميده، وتهليله، وتكبيره.