للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله كريم، يحب الكرم، ومعاليَ الأخلاق، ويُبغِض سَفْسَافَها» (١).

وعن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تَحقِرن من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجهٍ طلْقٍ» (٢).

وعنه -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «تبسُّمك في وجه أخيك صدقة» (٣).

وقال -صلى الله عليه وسلم- لأشجِّ عبدِ القيس: «إن فيك خَصلتينِ يُحبهما الله: الحِلم والأناة» (٤).

وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن عُيينة بن حِصن بن حُذيفة دخل على عمر -رضي الله عنه-، فقال: هِي يا ابن الخطاب، فوالله ما تعطينا الجَزْلَ، ولا تحكم بيننا بالعدل. فغضِب عمر حتى هم أن يُوقِع به، فقال له الحرُّ بن قيس ابن أخي عُيينة: يا أمير المؤمنين، إن الله تعالى قال لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: ١٩٩]، وإن هذا من الجاهلين. فوالله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وكان وقَّافًا عند كتاب الله (٥).

وكما رغَّب الإسلام في حسن الخلق، وحث عليه، وبيَّن فضله، فقد حذر من ضده، وهو سوء الخلق، بجميع مظاهره من الكفر، والفسوق، والعصيان، والكذب، والفجور، وقسوة القلوب، وجميع الشرور.

قال تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ


(١) أخرجه الحاكم (١/ ٤٨) بإسنادين، والبيهقي (١٠/ ١٩١). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسنادين جميعًا، ولم يخرجاه». وصححه الألباني في «الصحيحة» (١٣٧٨).
(٢) أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب (٢٦٢٦)، وأحمد ٥/ ١٧٣ (٢١٥١٩).
(٣) أخرجه الترمذي (١٩٥٦)، والبخاري في «الأدب المفرد» (٨٩١)، والبزار ٩/ ٤٥٧ (٤٠٧٠)، وابن حبان ٢/ ٢٢١ (٤٧٤). قال الترمذي: «حسن غريب». وصححه الألباني في «الصحيحة» (٥٧٢).
(٤) أخرجه مسلم في الإيمان (١٧)، والترمذي في البر والصلة (٢٠١١)، وابن ماجه في الزهد (٤١٨٨) من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-. وأخرجه مسلم في الموضع السابق (١٨)، وأحمد ٣/ ٢٢ (١١١٧٥) من حديث أبي سعيد -رضي الله عنه-.
(٥) أخرجه البخاري في تفسير سورة الأعراف (٤٦٤٢)، وفي الاعتصام بالكتاب والسنة (٧٢٨٦).

<<  <   >  >>