للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صلى حاسرًا رأسه ولا مرة واحدة، مع توافر الدواعي على نقله، اللهم إلا في حال الإحرام (١).

عن نافع قال: «رآني ابن عمر أصلي في ثوبٍ واحدٍ فقال: ألم أكسُك ثوبين؟ فقلت: بلى. قال: أرأيتَ لو أرسلتُك إلى فلان أكنت ذاهبًا في هذا الثوب؟ فقلت: لا. فقال: الله أحقُّ مَن تَزيَّنُ له، أو مَن تزينتَ له» (٢).

وقد رُوي أن تميمًا الداري -رضي الله عنه- اشترى رداءً بألف، فكان يصلي فيه (٣).

فاحرص- أخي وفَّقك الله- أن تقف أمام ربك في الصلاة بأجمل لباس، وأحسن هيئة، وأزكى رائحة؛ تعظيمًا لله -عز وجل-، واهتمامًا بالصلاة وعناية بها، ولا تغترَّ بمن لا يبالون بذلك.

فشتان بين من يستحضر هذه المعانيَ العظيمة في تعظيم الخالق -عز وجل-، وتعظيم الصلاة، فتأتي صلاته تامة تامة تامة، بتوفيق الله -عز وجل-، وبين من لا يستحضرها، فيأتي إلى الصلاة بقميص النوم، أو بأي لباس كان، وعلى أية حالٍ كان.

ولو أنه أراد مقابلة أي شخص، أو الذهاب لأي مناسبة، ونحو ذلك لاهتم بلباسه ومظهره كل الاهتمام، فأي مناسبة تفوق الوقوف أمام الله -عز وجل- في الصلاة ومناجاته؟!


(١) انظر: «الدين الخالص» ٣/ ٣١٤، و «أخطاء المصلين» ص ٥٩.
(٢) أخرجه عبد الرزاق في «المصنف» ١/ ٣٥٨ (١٣٩١)، والبيهقي (٢/ ٢٣٦).
(٣) أخرجه البغوي في مسند ابن الجعد ٢/ ١١٠٦ (٢٦١٦)، والطبراني ٢/ ٤٩ (١٢٤٨) من طريق قتادة عن محمد بن سيرين به، وصحح إسناده إلى قتادةَ: ابنُ كثير في «تفسيره» (٣/ ٣٦٦).

<<  <   >  >>