للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تَشْكُرُونَ} [فاطر: ١٢].

ومن ذلك شكر نعمة الله تعالى في إرسال الرياح للبشارة بالمطر، وإجراء الفلك بأمره -عز وجل-، وغير ذلك من المنافع، كما قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [الروم: ٤٦].

ومن ذلك شكر نعمة الله تعالى في جعل الليل للسكن، والنهار لابتغاء الرزق، كما قال تعالى: {وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [القصص: ٧٣]، وقال تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ} [النحل: ١٢].

إلى غير ذلك من النعم التي لا تُعد ولا تُحصى، كما قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ (٣٢) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (٣٣) وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} [إبراهيم ٣٢ - ٣٤].

وهذا كله يوجب على المسلم أن يشكر الله -عز وجل- بمراعاة الأمور التالية:

أولًا: باستعمال هذه النعم كلها في عبادة الله تعالى وطاعته، وفيما خُلقت له، والاستعانة بها على مرضاة الله -عز وجل-، وما يقرب إليه سبحانه، ويكون سببًا لحفظ هذه النعم.

ثانيًا: الحرص كل الحرص على كسب الرزق والمال من الطرق الحلال، يبارك الله فيه، ويكون عونًا له على أمر دينه، ودنياه، وأخراه، وصلاحًا له في نفسه، وولده وأهله؛ قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المؤمنون: ٥١]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود -عليه السلام- كان يأكل من عمل يده» (١).

ثالثًا: الحذر كل الحذر من أن يشغله طلب المال وجمعه عن طاعة الله تعالى،


(١) أخرجه البخاري في البيوع (٢٠٧٢)، وابن ماجه في التجارات (٢١٣٨) من حديث المقدام -رضي الله عنه-.

<<  <   >  >>