للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالصبر، كما قال تعالى: {وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [سورة العصر].

وأبى أن تكون العزة إلا له -عز وجل- ولرسوله وللمؤمنين، كما قال تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} [فاطر: ١٠]، وقال تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون: ٨].

فالسعادة والحياة الطيبة، وانشراح الصدر، ونور القلب، والربح والعزة والكرامة، كل ذلك مرهون بعبادة الله تعالى، والاستعانة به، والتوكل عليه، مرهون بالإيمان والعمل الصالح، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، مرهون بالقناعة فهي كنز لا يفنى.

قال -صلى الله عليه وسلم-: «من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافًى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حِيزت له الدنيا» (١).

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «قد عُوفي مَن رُزق كَفافًا، وقنَّعه الله بما آتاه» (٢).

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «لو كان لابن آدم واديان من مالٍ لابتغى ثالثًا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب» (٣).

قال الشاعر:

خُذِ القناعةَ من دنياك وارضَ بها … لو لم يكنْ لك فيها إلا راحةُ البدنِ (٤)

وقال الآخر:

إذا كنتَ تَهوَى العيشَ فاقنَعْ تَوسُّطًا … فعند التناهي يَقصُر المُتطاوِلُ

تَوَقَّى البُدُورُ النقصَ وهْي أهِلَّةٌ … ويُدرِكُها النقصانُ وَهْيَ كَواملُ (٥)

السعادة والحياة الطيبة مرهونة بتصور الإنسان الهدفَ الذي خُلق من أجله، وربط تصرفاته كلها بما يعود عليه بالنفع في دينه ودنياه وأخراه، وبسلامته من الخواء الروحي،


(١) سبق تخريجه.
(٢) سبق تخريجه.
(٣) سبق تخريجه.
(٤) البيت لزين العابدين علي بن الحسين -رضي الله عنهما-، انظر: «الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة» لأمين بن عبد الله الشقاوي (١/ ١٦١)، «مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار» لعبد العزيز بن محمد السلمان (١/ ٢١٧).
(٥) سبق تخريجهما.

<<  <   >  >>