للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن يساره ثلاثًا، وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثًا، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه» (١).

قال ابن باز -رحمه الله-: «أيها المسلم، وأيتها المسلمة، إذا رأى الإنسان ما يحب مثل أن يرى أنه يصلي على الوجه الشرعي، يرى أنه يتعلم علمًا يتفقه في الدين، يرى أنه دخل الجنة، وما أشبه ذلك من المرائي الطيبة، يرى أنه يجالس الصالحين والأخيار، يرى أنه في حلقات العلم، هذه رؤيا طيبة، يقول إذا استيقظ: الحمد لله، يسر بهذا الشيء، يخبر بها أحبابه ومن أحب لا بأس.

أما إذا رأى ما يكره، رأى أنه يضرب، أو يتوعد، أو أنه مع الأشرار، أو أنه دخل النار، أو أنه مريض، أو ما أشبه ذلك من الأشياء المكروهة إذا استيقظ فزِع منها، كرهها، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- قد أوصاه أن يتفل عن يساره ثلاث مرات، ويقول: أعوذ بالله من الشيطان، ومن شر ما رأيت، ثلاث مرات، ثم ينقلب على جنبه الآخر، فإنها لا تضره، ولا يخبر بها أحدًا.

وبيَّن -صلى الله عليه وسلم- أن هذه الرؤيا من الشيطان ليحزن الإنسان، ليؤذيَه، فلا ينبغي أن يقر الشيطان ويسره، لا، بل ينبغي له أن يكون عدوًّا للشيطان، يتعوذ بالله من الشيطان، يتفل عن يساره ثلاث مرات، ويتعوذ بالله من الشيطان، ومن شر ما رأى، حتى يغيظ الشيطان، ثم ينقلب على جنبه الآخر كما أمر النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا يخبر به، لا يقول: رأيت، رأيت، يتركها؛ فإنها لا تضره، والحمد لله» (٢).


(١) أخرجه مسلم في الرؤيا (٢٢٦٢)، وأبو داود في الأدب (٥٠٢٢)، وابن ماجه في التعبير (٣٩٠٨)، وأحمد ٣/ ٣٥٠ (١٤٧٨٠).
(٢) موقع الإمام ابن باز الإلكتروني، فتوى بعنوان: حكم قراءة كتب تفسير الأحلام.

<<  <   >  >>