للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعلى الصفا والمروة، وغير ذلك.

ويكون أيضًا في الدعاء العام، دون الأدعية الموظَّفة بأوقات وأماكن وأحوال، ولم يرد رفع اليدين فيها؛ ولهذا لا يُشرع بعد الفريضة، ولم يُنقل رفعهما بعد النافلة، فالأولى عدم المداومة عليه، أو تركه.

أما مسح الوجه باليدين بعد الدعاء فالأحاديث فيه ضعيفة، وقال بعض أهل العلم: «لا يُنكَر على من فعله».

١٠ تحري أوقات الإجابة وأحوالها وأماكنها:

كدبر الصلوات، وثلث الليل الآخِر، ويوم الجمعة، وكحال السجود، والصوم، والسفر، وحال حضور القلب وصفائه وإقباله على الله تعالى، وفي أماكن الإجابة كعرفة، وعند المشعر الحرام، وعند الجَمَرات، وعلى الصفا والمروة.

١١ الاستعانة بالله تعالى:

عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخذ بيده وقال: «يا معاذ، والله إني لأحبك، والله إني لأحبك» فقال: «أوصيك يا معاذ لا تَدَعَنَّ في دُبُر كل صلاة تقول: اللهم أعِنِّي على ذِكرك وشكرك وحُسن عبادتك» (١).

ومن عونه -عز وجل- على ذكره وشكره وحسن عبادته التوفيق للدعاء؛ إذ لا شيء يتم للعبد الا بعون الله تعالى وتوفيقه، قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- (٢):

إذا لم يكن عونٌ من الله للفَتَى … فأولُ ما يَجني عليه اجتهادُهُ

١٢ الإقرار والاعتراف بالذنب والظلم للنفس، وسؤال الله تعالى المغفرة والرحمة:

قال تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (٨٧) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي


(١) أخرجه أبو داود في الصلاة (١٥٢٢)، والنسائي في الصلاة (١٣٠٣)، وأحمد ٥/ ٢٤٤ (٢٢١١٩)، والبخاري في «الأدب المفرد» (٦٩٠). وصححه الألباني «الأدب المفرد»، وفي «صحيح أبي داود» (١٣٦٢).
(٢) انظر: «ديوان علي -رضي الله عنه-» ص (٣٧)، و «الفرج بعد الشدة» (١/ ١٧٧)، و «محاضرات الأدباء» (١/ ٥٣٢).

<<  <   >  >>