للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فاسأل أخي المسلم ربك ما بدا لك، وكن عاليَ الهمة طموحًا حريصًا على سؤال معالي الأمور، وأعلى المطالب الدينية والدنيوية والأخروية، وأعلى ذلك وأعظمه الفوز بالزحزحة عن النار، ودخول الجنة مع الأبرار، ورؤية العزيز الغفار.

قال الشاعر:

إذا غامرتَ في شَرَفٍ مَرُومٍ … فلا تَقنَعْ بما دونَ النجومِ (١)

وقال الآخر:

على قَدْرِ أهلِ العزمِ تأتي العزائمُ … وتأتِي على قدرِ الكِرامِ المَكارمُ

وتعظُمُ في عينِ الصغيرِ صِغارُها … وتصغُر في عين العظيمِ العظائمُ (٢)

٢١ ملازمة الأدعية المقيَّدة في أوقاتها وأحوالها وأماكنها:

كالأدعية دُبُرَ الصلوات، وأدعية الصباح والمساء، وعند النوم، وغير ذلك، والأدعية عند دخول المسجد والخروج منه، وعند دخول المنزل والخروج منه، ودخول الخلاء والخروج منه، وبدعاء السفر، ودعاء هبوب الريح، ودعاء الكَرب، وغير ذلك، وفي عَرَفةَ وفي مُزدلِفة، وعند الجمرتينِ الأولى والثانية أيام التشريق، وفي المطاف، وعلى الصفا والمروة، وعند نزول منزل، وغير ذلك.

٢٢ اختيار الأسماء والصفات المناسبة لكل دعاء، كأن يقول: يا غفور اغفر لنا، يا رحمن ارحمنا، يا كريم أكرِمنا، يا رزاق ارزقنا، يا تواب تُبْ علينا، يا حفيظ احفظنا، يا لطيف الطف بنا، وهكذا.

كما في قول موسى -عليه السلام-: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [الأعراف: ١٥١]، وقوله -عليه السلام-: {فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ} [الأعراف: ١٥٥]، وقول سليمان -عليه السلام-: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [ص: ٣٥].


(١) البيت لأبي الطيب المتنبي، انظر: «ديوانه» ص (٢٣٢).
(٢) البيتان لأبي الطيب المتنبي، انظر: «ديوانه» ص (٣٨٥).

<<  <   >  >>