للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «القِصاص، القصاص». فقالت أم الربيع: يا رسول الله، أيُقتص من فلانة؟! والله لا يُقتص منها. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «سبحان الله يا أم الربيع، القِصاصُ كتابُ الله». قالت: والله لا يُقتص منها أبدًا. قال: فما زالت حتى قبِلوا الديَةَ. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن من عبادِ اللهِ مَن لو أقسَمَ على اللهِ لَأَبَرَّه» (١).

فهذه شهادة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للبراء بن مالك وأم الربيِّع -رضي الله عنهما- بإجابة دعوتهما، كما أن في الحديثين دلالة على أن من نال هذه المكانة عند الله -عز وجل- فهو مجاب الدعوة.

٢ المضطر:

قال تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [النمل: ٦٢].

٣ المظلوم:

عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث معاذًا إلى اليمن، فقال: «واتقِ دعوةَ المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب» (٢).

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ثلاث دعوات يُستجاب لهن لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده» (٣).

وفي رواية: «ثلاثة لا تُرد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يُفطِر، ودعوة المظلوم، يرفعها الله فوق الغَمام، ويفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب: وعزتي لأنصرنَّكِ ولو بعد حين» (٤).


(١) أخرجه البخاري في الجهاد والسير (٢٨٠٦)، ومسلم في القسامة والمحاربين والقصاص والديات (١٦٧٥)، وأبو داود في الديات (٤٥٩٥)، والنسائي في القسامة (٤٧٥٥)، وابن ماجه في الديات (٢٦٤٩).
(٢) سبق تخريجه قريبًا.
(٣) أخرجه أبو داود في الوتر (١٥٣٦)، والترمذي في البر والصلة (١٩٠٥)، وابن ماجه في الدعاء (٣٨٦٢). قال الترمذي: «هذا حديث حسن». وحسنه الألباني أيضًا في «صحيح أبي داود» (١٣٧٤).
(٤) أخرجها الترمذي في الدعوات (٣٥٩٨)، وابن ماجه في الصيام (١٧٥٢)، وأحمد ٢/ ٣٠٤ (٨٠٤٣). قال الترمذي: «حديث حسن».

<<  <   >  >>