للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال: أشرف النبي -صلى الله عليه وسلم- على أُطُمٍ من آطام المدينة، فقال: «هل تَرَون ما أرى؟»، قالوا: لا. قال: «فإني لأرى مواقع الفتن خِلالَ بيوتكم كمواقع القَطْر» (١).

وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يوشك أن يكون خير مال المسلم غنمًا يتبع بها شَعَفَ الجبال ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن» (٢).

وعن حذيفة -رضي الله عنه- قال: والله إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة، وما بي إلا أن يكون رسول الله أسرَّ إليَّ في ذلك شيئًا لم يحدثه غيري، ولكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال وهو يحدث مجلسًا أنا فيه عن الفتن، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يَعُد الفتن: «منهن ثلاث لا يكدن يذرنَ شيئًا، ومنهن فتن كرياح الصيف، منها صغار، ومنها كبار» قال حذيفة: فذهب أولئك الرهط كلهم غيري (٣).

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «بادروا بالأعمال فِتنًا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنًا، ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا، ويصبح كافرًا، يبيع دينه بعرَضٍ من الدنيا قليل» (٤).

وعن كُرْز الخزاعي -رضي الله عنه- قال: قال رجل: يا رسول الله، هل للإسلام من منتهى؟ قال: «نعم، أيما أهل بيت من العرب أو العجم أراد الله بهم خيرًا أدخل عليهم الإسلام». قال: ثم مَهْ؟ قال: «ثم تقع الفتن كأنها الظُّلَل». قال: كلا والله إن شاء الله. قال: «بلى والذي نفسي بيده، ثم تعودون فيها أساود صُبًّا، يضرب بعضكم رقاب بعض، وأفضل الناس يومئذ مؤمن معتزل في شِعب من الشِّعاب يتقي ربه -تبارك وتعالى-، ويدع الناس من شره». قال


(١) أخرجه البخاري في فضائل المدينة (١٨٧٨)، وفي المظالم والغصب (٢٤٦٧)، ومسلم في الفتن (٢٨٨٥)، وأحمد ٥/ ٢٠٠ (٢١٧٤٨).
(٢) أخرجه مالك في الاستئذان (٢/ ٩٧٠)، والبخاري في الإيمان (١٩)، وأبو داود في الفتن والملاحم (٤٢٦٧)، والنسائي في الإيمان وشرائعه (٥٠٣٦)، وابن ماجه في الفتن (٣٩٨٠)، وأحمد ٣/ ٣٠ (١١٢٥٤).
(٣) أخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة (٢٨٩١)، وأحمد ٥/ ٤٠٧ (٢٣٤٦٠).
(٤) أخرجه مسلم في الإيمان (١١٨)، والترمذي في الفتن (٢١٩٥)، وأحمد ٢/ ٣٠٣ (٨٠٣٠).

<<  <   >  >>