الأول: الأمر بحفظ الله تعالى بالاستقامة على دينه وشرعه، وسؤاله وحده، والاستعانة به وحده، وبيان أن الخلق كلهم ليس بأيديهم شيء من النفع أو الضر، إلا ما كتبه الله تعالى وقدَّره، وأن النصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا.
الثاني: الوعد بحفظ الله تعالى لمن حفظه في دينه ودنياه وأخراه، وأنه -عز وجل- مع من حفظه وقريب منه.
وهذا يضع الجميع- أخي الكريم وأختي الكريمة- أمام خيارينِ لا ثالث لهما:
الخيار الأول: وهو أفضل الخيارين وأكيسهما، وهو الذي يحبه الله -عز وجل- ويرضاه، ويحب من اختاره ويتولاه.
وهو: أن تحفظ الله؛ أي: تحفظ الله -عز وجل- بتقواه، وحفظ حدوده، وحقوقه، بفعل أوامره، واجتناب نواهيه، والاستقامة على طاعته، والبعد عن معصيته، والمسارعة والمسابقة إلى مغفرته وجنته، وتحفظ الجوارح من السمع، والبصر، والفؤاد، واللسان، والبطن، والفرج، وسائر الجوارح باستعمالها في طاعة الله تعالى، والاستعانة بها على مرضاته، وحفظها عما حرم الله تعالى.
فيحفظك الله ويوفقك في دينك ودنياك وأخراك، كما قال تعالى:{فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}[يوسف: ٦٤].
يحفظك أولًا: في دينك الذي هو رأس مالك، وسبب سعادتك في دنياك وأخراك، فيحفظك من الشرك، والشك، والنفاق، وسيئ الأخلاق، ومن الشبهات، والشهوات المحرمة، ومن الحيرة، والتذبذب، وغير ذلك.
ويحبب إليك الإيمان، ويزينه في قلبك، ويكرِّه إليك الكفر والفسوق والعصيان، ويجعلك من الراشدين، ويجعل لك نورًا تفرق به بين الحق والباطل، كما قال تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}[الأنفال: ٢٩].
وييسرك لليسرى، ويجنبك العسرى، كما قال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ