وقال تعالى:{هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}[الرحمن: ٦٠].
والمصيبة أن تصوُّر هذه الحقيقة غائب عند كثير من الناس، وهو الذي يجب أن يكون حاضرًا عند كل مسلمٍ ومسلمة، وهو بإذن الله تعالى صمام الأمان، وعنوان السعادة في الدارين، الذي ينبغي أن تُربَّى عليه الأجيال المسلمة، وأنه بقدر ما تحفظ الله -عز وجل- يحفظك الله، وبقدر ما تكون مع الله يكون الله معك، هذا خلاصة ما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، فانتبِهْ لهذا، ولا تغفل، وتبصر في مسيرتك وخطاك، وكن مع الله يكن الله معك.
تأمل قول الله تعالى لموسى وهارون عليهما الصلاة والسلام:{لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى}[طه: ٤٦]، وقول موسى -عليه الصلاة والسلام-: {قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}[الشعراء: ٦٢].
وتأمل قول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه لأبي بكر -رضي الله عنه-، وهما في الغار:{لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}[التوبة: ٤٠].
وقوله -عز وجل- في الحديث القدسي: «مَن تقربَ إليَّ شبرًا تقربتُ منه ذراعًا، ومن تقرب إليَّ ذراعًا تقربت منه باعًا، ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببتُه كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يَبطِش بها، ورجله التي يمشي