للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: ٧]

قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- (١):

إذا كنتَ في نعمةٍ فارْعَها … فإنَّ المعاصيْ تُزيل النِّعَمْ

وحافظ عليها بشُكرِ الإلهِ … فإنَّ الإلهَ سَريعُ النقَمْ

وعلى المسلم والمسلمة الانتباه لهذا، والحذر كل الحذر من العقوبة؛ فإن الله يغار أن تُمتهن نعمته.

وعلينا ألا نضع من الطعام ما يزيد عن حاجة أهل البيت؛ طلبًا لرضا الله -عز وجل-، وخوفًا من عقابه، وندع العادات.

وعلينا إذا بقي شيء من الطعام أن نلتمس له من يأكله من ذوي الحاجة، فإن لم نجد فلنضعه للحيوانات والطيور، فإن لم يمكن ذلك فلا أقل من أن يوضع في مكان نظيف تأكله الدواب والطيور والخشاش.

٣. المباهاة والمفاخرة بالنعم وكثرة المال:

المباهاة والمفاخرة بالنعم وكثرة المال أشد أنواع الإسراف والتبذير حرمة، وأسرعها وأشدها عقوبة في الدنيا والآخرة.

وذلك لأن المُباهِيَ والمُفاخِر بالنعم وكثرة المال- غالبًا- لا غرض له صحيح إلا المباهاة والمفاخرة، ويشتري الشيء الذي لا تزيد قيمته الحقيقية عن بضعة آلاف بالملايين، كمن يشتري ناقة بعشرات الملايين، أو يشتري تيسًا بمئات الآلاف، ونحو ذلك، فأي هدف لهذا في هذه المبالغة في القيمة إلا المباهاة والمفاخرة!

ومتى كانت نعم الله -عز وجل- محلًاّ للمباهاة والمفاخرة؟! ولكنه ضعف اليقين، ونسيان الموت وسَكَراته، والقبر وظُلماته، والقيامة وأهوالها، والنار وعذابها، فنسأل الله الهداية.


(١) سبق.

<<  <   >  >>