للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب» (١).

فيُحفظ القلب من مرض الشبهة، والشك، والكفر، والنفاق، ونحو ذلك.

ويحفظ من مرض الشهوة بأنواعه الثلاثة: شهوة البطن، وشهوة الفرج، وشهوة اتباع الهوى، قال تعالى منكرًا ومحذرًا: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} [الجاثية: ٢٣].

ويحفظ من الكبر، والإعجاب، والغل والحقد والحسد، والعداوة والبغضاء والشحناء والغش، وسوء الظن ونحو ذلك.

ويتمثل ذلك كله في صدق الإيمان بالله -عز وجل-، والإخلاص له، والاستقامة على دينه وشرعه، وخوفه ورجائه، وملازمة العبد دعاء ربه، وسؤاله انشراح صدره، وثبات قلبه، وصلاحه وسلامته، وفي تعاهد قلبه ومراقبته، والحرص على سلامته، وفي إفشاء السلام، والنصح للمسلمين، ومحبة الخير لهم، وحسن الظن بهم، والتماس الأعذار، وإقالة العثرات، والتغافل عن الزلات، والحرص على إصلاح ذات البَين بين المسلمين، مع قوة الرجاء فيما وعد الله به سليم القلب من الأجر العظيم، والثواب الجزيل، والحياة السعيدة، والتوفيق في الدين والدنيا والآخرة.

وفي «عون الرحمن» في تفسير قوله تعالى في سورة الشعراء: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (٨٨) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: ٨٨، ٨٩]- بسط الكلام في أسباب سلامة القلب، وانشراح الصدر، وفضيلة ذلك.


(١) أخرجه البخاري في الإيمان (٥٢)، ومسلم في المساقاة (١٥٩٩)، وأبو داود في البيوع (٣٣٢٩)، والنسائي في البيوع (٤٤٥٣)، والترمذي في البيوع (١٢٠٥)، وابن ماجه في الفتن (٣٩٨٤) من حديث النعمان بن بَشير -رضي الله عنهما-.

<<  <   >  >>