للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فما أجده» (١).

وقيل لحكيم: من أطول الناس سفرًا؟ قال: «من سافر في طلب صديق» (٢).

وقال الشاعر:

إن كنتَ تطلُبُ في الزمانِ مُهذَّبًا … فَنِيَ الزمانُ وأنتَ في الطلباتِ! (٣)

وقال الآخر:

وإذا صفا لك من زمانِكَ واحدٌ … فهْوَ المرادُ وعِشْ بذاك الواحد (٤)

وقال اليزيدي:

ألا إن إخوان الصفاء قليل … فهل لي إلى ذاك القليلِ سبيلُ؟

قِسِ الناسَ تعرِفْ غثَّهم وسَمِينَهم … فكلٌّ عليه شاهدٌ ودليلُ (٥)

وقال الآخر:

الأخلاء في الرخاء كثير … فإذا ما بلوتَ كانوا قليلَا

وإذا ما أصبتَ خلا حفيظًا … راعيًا للإخاءِ برًّا وصولَا

فتمسَّك بحبله أبدَ الدهـ … ر وأكرِمْ به أخًا وخليلَا (٦)

وقال الآخر:

وما بقِيتْ من اللَّذاتِ إلا … محادثةُ الرجالِ ذوي العقولِ

وقد كانوا إذا عُدوا قليلًا … فقد صاروا أقلَّ من القليلِ (٧)

ولهذا يجب أن يُعنى المرء كل العناية بمن يختاره صديقًا، ويصطفيه، ويستخلصه، من ذوي الخُلق النبيل، والأدب الرفيع، والصفات الكريمة، والخصال الحميدة، والتقى والصلاح، وأن تُبنى الصداقة على أساس متين من المحبة في الله تعالى، والتعاون على


(١) المصدر السابق ص ٤٧.
(٢) المصدر السابق ص ٦٨.
(٣) المصدر السابق ص ٢٦١.
(٤) المصدر السابق ص ١٣٥.
(٥) المصدر السابق ص ١٣٠.
(٦) المصدر السابق ص ٢٦٩.
(٧) المصدر السابق ص ٩٥.

<<  <   >  >>