للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجعل سبحانه الليل لباسًا، وسكنًا، ووقتًا للراحة والنوم، وجعل النهار مبصرًا ومضيئًا، ونشورًا ومعاشًا؛ لابتغاء الفضل والرزق من الله -عز وجل-.

قال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} [يونس: ٦٧]، وقال تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا} [الإسراء: ١٢].

وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا} [الفرقان: ٤٧]، وقال تعالى: {أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [النمل: ٨٦].

وقال تعالى: {وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [القصص: ٧٣]، وقال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ} [غافر: ٦١]، وقال تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (١٠) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا} [النبأ ١٠ - ١١].

هكذا فطر الله الخلائق، وأنعم عليهم بالليل، وجعله مظلمًا ليسكنوا، ويستريحوا فيه، وأنعم عليهم بالنهار، وجعله مبصرًا مضيئًا؛ لينتشروا فيه؛ لطلب الرزق والمعاش، فاهتدى لذلك أكثر الخلائق، بما في ذلك العجماوات من الحيوانات، والطيور، وغيرها.

فكانت تغدو في الصباح الباكر لطلب المعاش خِمَاصَ البطون، وتَرُوح في المساء إلى مَراحها وأوكارها مليئة البطون.

وخالف هذه الفطرة السوية من انتكست فطرتهم من بني آدم، بالسهر ليلًا، والنوم نهارًا، فاضطربت حياتهم، وضاعت أوقاتهم، واختل كثير من أمر دينهم ودنياهم، وكان لذلك أثره في صحتهم؛ في أبدانهم، وعقولهم، ونفسياتهم، وفقدوا بسبب ذلك كثيرًا من لذة الحياة وسعادتها التي ظفر بها غيرهم، حتى العجماوات.

<<  <   >  >>