للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السماوية، وأفضلها، والمهيمن عليها.

ولغة أفضل الرسل وخاتمهم، وأفصحهم لسانًا، وأقواهم بيانًا نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، ولسان خير أمة أُخرجت للناس، فهي وعاء القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، وحاوية جميع العلوم الإسلامية.

قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٩٢) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (١٩٤) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء: ١٩٢ - ١٩٥]، وقال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ} [الشورى: ٧].

وقال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف: ٢]، وقال تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الزخرف: ٣]، وقال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا} [طه: ١١٣]، وقال تعالى: {قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [الزمر: ٣٨]، وقال تعالى: {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [فصلت: ٣١]، وقال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا} [الرعد: ٣٧].

ولأنها أبقى اللغات، وأخلدها، باقية ما بقي القرآن الكريم الذي تكفل الله -عز وجل- بحفظه؛ كما قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: ٩].

وهي أفصح اللغات وأظهرها بلاغة وبيانًا، وأجملها، وأكملها.

سُميت لغة الضاد لانفرادها بالضاد دون غيرها من اللغات.

امتدت على طول القرون منذ العصر الجاهلي وعصر الإسلام إلى يومنا هذا، وكانت من أغنى اللغات، وأوسعها؛ من حيث مفرداتها، وألفاظها، وصيغها، وأبنيتها، وتراكيبها، وخصائصها، ومصطلحاتها، وأساليبها.

وَسِعَت كتاب الله -عز وجل- في إعجازه، وبلاغته، وفصاحته، ودقة أسلوبه، وجماله، وروعته.

قال مصطفى صادق الرافعي -رحمه الله- (١): «وإن هذه العربية بنيت على أصل يجعل شبابها


(١) في كتابه «تحت راية القرآن» (ص ٢٦).

<<  <   >  >>