للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الزركشي في «البرهان» (١): «واعلم أنه لا يحصل للناظر فهم معاني الوحي، ولا تظهر له أسراره، وفي قلبه بدعة، أو كبر، أو هوى، أو حب دنيا، أو هو مصر على ذنب، أو غير متحقق الإيمان، أو ضعيف التحقيق».

٧ الافتتان بحب الغناء والمعازف والمزامير.

قال ابن القيم (٢):

حبُّ الكتابِ وحبُّ ألحانِ الغِنا

في قلبِ عبدٍ ليسَ يَجتمعان

٨ انشغال القلب بشيء مما ذُكر، أو بغير ذلك، وشروده، قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق: ٣٧].

قال ابن القيم (٣): «الناس ثلاثة: رجل قلبه ميت، الثاني: رجل له قلب حي، لكنه مشغول ليس حاضرًا، فهذا أيضًا لا تحصل له الذكرى، الثالث: رجل حي القلب مستعد تُليت عليه الآيات فأصغى بسمعه وألقى السمع، وأحضر القلب، لم يشغله بغير فهم ما يسمع، فهو شاهد القلب، فهذا القسم هو الذي ينتفع بالآيات».

٩ قصر الهمة على كثرة القراءة، وكون همه ختم السورة، وهذا حُجب به كثير من الناس عن تدبر القرآن والتأثر به والخشوع، وعن محاسبة النفس عن العمل به، قال الحسن البصري: «كيف يرق قلبك وإنما همتك في آخر السورة» (٤).

١٠ قصر الهمة على تحقيق القراءة وحسن التلاوة والتجويد، وقوة الاستحضار، وهذا حجب كثيرًا من أهل القرآن عن تدبر معانيه وفهمه، والتأثر به والخشوع، وعن محاسبة النفس عن العمل به.

قال ابن قدامة (٥): «وليتخلَّ التالي عن موانع الفهم، مثل: أن يخيل له الشيطان أنه ما


(١) / ١٩٧.
(٢) انظر: «القصيدة النونية مع الميمية» ص ٢٢٤.
(٣) في «مدارج السالكين» ١/ ٤٤٢.
(٤) أخرجه أحمد في «الزهد» ١/ ٤٤٢ (١٤٦٩)، وانظر: «مختصر قيام الليل» للمروزي ص (١٤٨)، و «التذكار، في أفضل الأذكار» للقرطبي ص (١٥١).
(٥) في «مختصر منهاج القاصدين» ص ٦٧ - ٦٨.

<<  <   >  >>