للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «زينوا القرآن بأصواتكم»، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن يجهر به» (١).

وقد أجمع العلماء على استحباب ترتيل القرآن، وتزيين الصوت به، والتغني به.

قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: «لَأَنْ أقرأ سورة أرتلها أحب إليَّ من أن أقرأ القرآن كله» (٢).

وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- أن رجلًا قال له: إني أقرأ المفصَّل في ركعةٍ واحدة، فقال عبد الله بن مسعود: «هذًّا كهذِّ الشعر، إن أقوامًا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيَهم، ولكن إذا وقع في القلب فرَسَخَ فيه نفع» (٣).

الثاني عشر: التأثر بالقرآن والتفاعل معه واستحضار معانيه، بحيث إذا مر القارئ بآية رحمةٍ سأل الله تعالى من فضله، وإذا مر بآية عذاب استعاذ بالله من ذلك، وإذا مر بآية تسبيح سبَّح الله تعالى، وهكذا.

لِما جاء في حديث حذيفة -رضي الله عنه- قال: «صليت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة، فافتتح البقرة … » الحديث، وفيه قال حذيفة: «فإذا مرَّ بآية تسبيحٍ سبَّح، وإذا مرَّ بآية سؤالٍ سأل، وإذا مرَّ بتعوُّذ تعوَّذ» (٤).

الثالث عشر: الوقوف عند المواضع التي يُشرع الوقوف عندها استحبابًا؛ كرؤوس الآي، وغيرها، وعند المواضع التي يجب الوقوف عندها.

عن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقطع قراءته آية آية».

وعن أنس -رضي الله عنه- قال: «كانت قراءة النبي -صلى الله عليه وسلم- مدًّا، ثم قرأ: «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ»، يمد بـ «الرَّحْمَنِ»، ويمد بـ «الرَّحِيمِ» (٥).

الرابع عشر: الإمساك عن القراءة عند غلبة النعاس عليه، وعند كثرة المشوشات حوله، بحيث لا يدري ما يقرأ؛ إجلالًا وتعظيمًا لكلام الله -عز وجل-.

الخامس عشر: السجود عند قراءة الآيات التي فيها سجود التلاوة.


(١) سبق تخريجهما.
(٢) انظر: «التبيان» للنووي (ص ٨٩).
(٣) أخرجه البخاري في الأذان (٧٧٥)، ومسلم في صلاة المسافرين (٨٢٢).
(٤) أخرجه مسلم في صلاة المسافرين (٧٧٢).
(٥) سبق تخريجهما.

<<  <   >  >>