كما يتفاوتون في منازلهم الدنيوية، قال تعالى:{انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا}[الإسراء: ٢١]، وقال تعالى:{وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا}[الزخرف: ٣٢]، وقال تعالى:{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ}[الأنعام: ١٦٥].
أي: ليبلوكم فيما آتاكم من الدرجات المتفاوتة؛ ليظهر الشاكر من غيره على السراء، والصابر من غيره على الضراء، وليحصل التنافس والتسابق إلى معالي الأمور، وإلى الخيرات، كما قال تعالى:{فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ}[البقرة ١٤٨، والمائدة ٤٨].
ولهذا نجد القرآن الكريم في آيات كثيرة يغري بهذا التنافس والتسابق، بنفي التساوي بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون، وبين المجاهدين والقاعدين، وبين الخبيث والطيب، وبين الأعمى والبصير، والأصم والسميع، والأحياء والأموات، وأصحاب الجنة وأصحاب النار، وغير ذلك، قال تعالى:{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}[الزمر: ٩].