للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «أربع في أمتي من أمر الجاهلية، لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة» (١).

ولما سمع -صلى الله عليه وسلم- أحد الأنصار ينادي: يا للأنصار! وأحد المهاجرين ينادي: يا للمهاجرين، قال: «ما بال دعوى الجاهلية؟» قالوا: يا رسول الله، كسَعَ رجل من المهاجرين رجلًا من الأنصار. فقال: «دعوها فإنها مُنتِنة» (٢).

ولما عيَّر أبو ذر -رضي الله عنه- بلالًا -رضي الله عنه- بأمه، قال -صلى الله عليه وسلم- لأبي ذر -رضي الله عنه-: «أعيرتَه بأمه؟ إنك امرُؤٌ فيك جاهلية» (٣).

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد، ولا يفخر أحد على أحد» (٤).

وعن جُندب بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَن قُتل تحت رايةٍ عِمِّيَّة، يدعو عصبية، أو ينصر عصبيةً، فقِتلةٌ جاهلية» (٥).

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «من قاتل تحت رايةٍ عِمِّية، يغضب لعصبية، أو يدعو إلى عصبية، أو ينصر عصبية، فقتل، فقِتلة جاهلية» (٦).


(١) أخرجه مسلم في الجنائز (٩٣٤)، وأحمد ٥/ ٣٤٢ (٢٢٩٠٣) من حديث أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه-.
(٢) أخرجه البخاري في المناقب (٣٥١٩)، ومسلم في البر والصلة والآداب (٢٥٨٤)، والترمذي في التفسير (٣٣١٥)، وأحمد ٣/ ٣٢٣ (١٤٤٦٧) من حديث جابر -رضي الله عنه-.
(٣) أخرجه البخاري في الإيمان (٣٠)، ومسلم في الإيمان (١٦٦١)، وأبو داود في الأدب (٥١٥٧، ٥١٥٨)، والترمذي في البر والصلة (١٩٤٥)، وابن ماجه في الأدب (٣٦٩٠) من حديث أبي ذر -رضي الله عنه-.
(٤) أخرجه مسلم في الجنة (٢٨٦٥)، وأبو داود في الأدب (٤٨٩٥)، وابن ماجه في الزهد (٤١٧٩).
(٥) أخرجه مسلم في الإمارة (١٨٥٠)، والنسائي في تحريم الدم (٤١١٥). و «العمية»: الأمر الأعمى، لا يستبين وجهه، كما في قول الشاعر:
وهل أنا إلا من غزية إن غوت
غويت، وإن ترشد غزية أرشد
«قتلة جاهلية»؛ أي: قتلة وميتة على ضلال، كما يموت أهل الجاهلية.
(٦) أخرجه مسلم في الإمارة (١٨٤٨)، والنسائي في تحريم الدم (٤١١٤)، وابن ماجه في الفتن (٣٩٤٨)، وأحمد ٢/ ٢٩٦ (٧٩٤٤) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.

<<  <   >  >>