للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الآخر:

وما من يدٍ إلا يد الله فوقها … ولا ظالم إلا سيُبلى بظالم (١)

وقال الشافعي -رحمه الله-:

إلى ديَّان يوم الدين نمضي … وعند اللهِ تَجتمع الخصومُ

ستعلَمُ في الحساب إذا التقينا … غدًا عند الإلهِ مَنِ الظلومُ (٢)

واعلم أن من أشد أنواع الظلم ما يلي:

- ظلم الزوج لزوجته: قال -صلى الله عليه وسلم-: «اتقوا الله في النساء فإنهن عَوَانٌ- أي: أسيرات- عندكم، أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فُرُوجَهنَّ بكلمة الله».

- ظلم اليتامى بالاعتداء عليهم وأكل أموالهم، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء: ١٠].

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «إني أحرِّج حق الضعيفين: المرأة واليتيم» (٣).

ومثل المرأة واليتيم: الضعفاء والمساكين ونحوهم ممن لا حول لهم ولا طَول، فظلمهم من أشد الظلم.

- ظلم ذوي القربى؛ لأن حقهم المساعدة لهم والدفاع عنهم، فكيف يقع الظلم من بعضهم على بعض؟! فهذا من أشد الظلم وقعًا على النفوس، كما قال الشاعر:

وظُلم ذوي القربى أشدُّ مَضاضةً

على النفسِ من وقعِ الحُسامِ المهنَّدِ (٤)

- ظلم العمال المكفولين بأكل حقوقهم أو تأخيرها أو إلزامهم بأعمال غير ما استُقدموا له، أو ضربهم، أو إهانتهم، أو منعهم من الاتصال بذويهم، أو تعريضهم للهلاك بسبب الجوع والعطش، أو الحر والبرد، وغير ذلك.


(١) انظر: «تفسير ابن كثير» (٣/ ٣٠٤).
(٢) انظر: «المستطرف في كل فن مستطرف» ص (١١٩).
(٣) سبق تخريجه.
(٤) سبق.

<<  <   >  >>