للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الإسراء: ٨٢].

وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [يونس: ٥٧].

وقال تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} [فصلت: ٤٤].

فاطلب منه الهدى والرحمة والشفاء، لكل داء، ولا تنغلق الأبواب دونك وعندك القرآن الكريم فتكون كما قيل:

كالعِيسِ في البَيداءِ يَقتُلُها الظَّما

والماءُ فوقَ ظُهُورِها مَحمولُ (١)

اقرأه والتمس منه الهدى والرحمة والشفاء لكل ما يصيبك في دينك، من قسوة القلب، وشتات الأمر، وضعف الإقبال على الله تعالى، وغير ذلك، ولكل ما يصيبك في دنياك، من فقر وحاجة وغير ذلك من المصائب.

واقرأه على نفسك للاستشفاء به من جميع الأمراض البدنية الحسية والنفسية.

ولا بأس إن دعت الحاجة أن يقرأ عليك من تثق بدينه وتقواه وورعه، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «منِ استطاع أن ينفَع أخاه فليفعلْ» (٢).

مع الحذر كل الحذر من ضعاف الإيمان وأهل الدجل وأدعياء علم الغيب، ممن إذا جاءهم الشخص ولو كان مريضًا بالصداع فقط قالوا: فيك كذا وكذا، فيك سحر، أو عين، أو جن أو غير ذلك، فأدخلوه في دوامة من الوساوس والشكوك والظنون لا يخرج منها طيلة عمره، وشككوا كثيرًا ممن يتردد عليهم في عقائدهم، كذبوا وصدق الله العظيم: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} [النمل: ٦٥].


(١) انظر: «حياة الحيوان الكبرى» ٢/ ٢٣٢، «نفحة اليمن» ص ١٢٦، «جواهر الأدب» ١/ ١٣١.
(٢) أخرجه مسلم في السلام (٢١٩٩)، وأحمد ٣/ ٣٠٢ (١٤٢٣١) من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-.

<<  <   >  >>