للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورأى -صلى الله عليه وسلم- رجلًا قد انتفخت أوداجه من شدة الغضب، فقال -صلى الله عليه وسلم-: «إني أعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» (١).

قال النابغة الجَعْدِيُّ (٢):

ولا خيرَ في حلمٍ إذا لم تكنْ له … بوادرُ تَحمي صفوَه أنْ يُكَدَّرَا

ولا خيرَ في جهلٍ إذا لم يكن له … حَليمٌ إذا ما أوردَ الأمرَ أَصْدَرَا

وقال الآخر:

حليمٌ إذا ما الحلمُ زيَّنَ أهلَه … معَ الحلمِ في عينِ العدوِّ مَهيبُ (٣)

فلنأخذ بالحلم والعفو فعاقبتهما الحسنى، والأجر العظيم والنجاة، ولنحذرْ كل الحذر من الغيظ والغضب، فعاقبتهما الندامة، والإثم الكبير، والهلاك.


(١) أخرجه البخاري في بدء الخلق (٣٢٨٢)، ومسلم في البر والصلة والآداب (٢٦١٠) من حديث سليمان بن صُرَد -رضي الله عنه-. وأخرجه أبو داود في الأدب (٤٧٨٠)، والترمذي في الدعوات (٣٤٥٢) من حديث معاذ بن جبل -رضي الله عنه-.
(٢) انظر: «ديوانه» ص (٦٩)، و «الشعر والشعراء» لابن قتيبة (١/ ٢٨٠).
(٣) البيت لمحمد بن كعب الغنوي. انظر: «جمهرة أشعار العرب» (ص ٥٦٠)، أو لكعب بن سعد. انظر: «ديوان المعاني» (٢/ ١٧٨).

<<  <   >  >>