للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والرجاء، والتوكل والاستعانة، وغير ذلك، وتقواه بفعل أوامره وطاعته، واجتناب نواهيه، والحذر من معصيته، والاعتراف بنعمه وشكره عليها، والدعوة إليه -عز وجل-، وإلى دينه، وشرعه، وصراطه المستقيم.

قال الخطابي في «معالم السنن»: «وحقيقة هذه الإضافة راجعة إلى العبد في نصحه لنفسه، فالله تعالى غني عن نصح الناصحين».

وأما النصيحة لكتاب الله تعالى: فهي الإيمان بأنه كلام الله تعالى، منزل من عند الله تعالى، غير مخلوق، معجز بأقصر سورة منه، ليس بمقدور الخلق الإتيان بمثله ولا بعشر سور من مثله، ولا بسورة من مثله، وتعظيمه وتلاوته، وتعلمه وتعليمه، والتصديق بأخباره، والعمل بأحكامه، والاهتداء بما فيه من الهدى والنور، والاعتبار بمواعظه، والدعوة إليه، والذب والدفاع عنه من تأويل الجاهلين، وتحريف المبطلين، وشبهات الطاعنين والمكذبين.

وأما النصيحة لرسوله -صلى الله عليه وسلم-: فهي شهادة أنه رسول الله حقًّا، وتعظيمه وتوقيره ومحبته، واتباع سنته، والإيمان بكل ما جاء به، وطاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، وأنْ لا يُعبد الله إلا بما شَرَع، والذبُّ والدفاع عنه -صلى الله عليه وسلم-، وتعلم سنته وتعليمها ونشرها، والدعوة إليها، والدفاع عنها؛ قال تعالى: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة: ٩١].

وأما النصيحة لأئمة المسلمين: فطاعتهم بالمعروف، ومعونتهم على الحق، ودعوتهم إليه بالتي هي أحسن وحثهم عليه، وتذكيرهم به، وتنبيههم بما خفِي عليهم من أحوال الرعية، وتأليف قلوب الناس على طاعتهم، والتحذير من الخروج عليهم، والدعاء لهم بالتوفيق والهداية والصلاح، وإكرامهم وتوقيرهم واحترامهم.

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله يَرضَى لكم ثلاثًا: أن تَعبُدوه، ولا تشركوا به شيئًا، وأن تَعتصِموا بحبلِ اللهِ جميعًا، وأن تَناصَحُوا مَن

<<  <   >  >>