للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.

قال نوح -عليه الصلاة والسلام- لقومه: {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف: ٦٢].

وقال هود -عليه الصلاة والسلام- لقومه: {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ} [الأعراف: ٦٨].

وقال صالح -عليه الصلاة والسلام-: {فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَاقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ} [الأعراف: ٧٩].

وكان نبينا صلوات الله وسلامه عليه أعظم الأنبياء نصحًا لأمته، وأشفقهم وأشدهم حرصًا على هدايتهم، كما وصفه الله -عز وجل- بقوله: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [الأحزاب: ٦]؛ أي: أنصح لهم وأشفق عليهم من أنفسهم؛ ولهذا كادت نفسه أن تذهب على مَن لم يؤمن منهم حَسَرات، حتى نهاه الله تعالى بقوله: {فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} [فاطر: ٨]، وقال: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [الشعراء: ٣].

وإذا كان الدين هو النصيحةَ لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، والنصيحة في ذلك كله هي الدين، وهي أفضل الأعمال، ومنهج الرسل عليهم الصلاة والسلام وأتباعهم- كانت النصيحة من أوجب الواجبات وأهمها، وأعظم أسباب التوفيق والسعادة والنجاة في الدنيا والآخرة.

فتأمَّلْ أخي الكريم، وأختي الكريمة:

أين نحن من النصيحة لله تعالى؟

وأين نحن من النصيحة لكتابه العزيز؟

وأين نحن من النصيحة لرسوله -صلى الله عليه وسلم-؟

وأين نحن من النصيحة لأئمة المسلمين؟

وأين نحن من النصيحة لعامة المسلمين؟

وأين نحن من حمل همِّ الأمة والنهوض بها، وإصلاح المجتمع؟

إن كثيرًا من المسلمين اليوم لا يعنيه أمر النصح لله ولا لكتابه ولا لرسوله، ولا

<<  <   >  >>