للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١ التفرغ التام للصلاة إذا حضر وقتها بالقلب، والبدن، والحزم كل الحزم في ذلك، والحذر كل الحذر من المشاغل والقواطع. ولنعلم أن الظبي أسرع من الكلب، لكنه إذا التفت إلى الكلب لحِق به وأدركه فأمسكه، وهكذا الإنسان إذا التفت بعد دخول وقت الصلاة إلى المشاغل والقواطع؛ من عمل، أو إكمال جلسة، أو قهوة، أو أي شاغل، قطعه ذلك عن الصلاة، ففاتته كلها أو بعضها، فما بعد الأذان إلا المبادرة إلى الصلاة. فينبغي التهيؤ للصلاة، وتحريها قبل دخول وقتها، والتفرغ التام لها بعد دخول وقتها؛ بدءًا من متابعة المؤذن، والذكر، والدعاء، مع الأذان وبعده، والوضوء … إلخ.

والحاجات لا تنتهي، ولا تنقضي، وقد أحسن القائل:

تموت مع المرءِ حاجاتُهُ

وتبقَى له حاجةٌ ما بَقِيْ

نروحُ ونغدو لحاجاتنا

وحاجاتُ من عاش لا تنقضِي

٢ الحرص على التبكير إلى المساجد، والمنافسة في ذلك.

قال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: ١٣٣]، وقال تعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ} [الحديد: ٢١]، وقال تعالى: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} [البقرة: ١٤٨]، وقال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (١٠) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (١١) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} [الواقعة ١٠ - ١٢]، وقال تعالى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين: ٢٦].

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «ألا أُخبركم بما يمحو الله به الخطايا، ويرفَع به الدرجاتِ؟ إسباغُ الوضوء على المَكاره، وكثرة الخُطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرِّباط، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط» (١).


(١) أخرجه مالك في قصر الصلاة في السفر (١/ ١٦١)، ومسلم في الطهارة (٢٥١)، والنسائي (١٤٣)، والترمذي في الطهارة (٥١)، وابن ماجه في الطهارة وسننها (٤٢٨)، وأحمد ٢/ ٢٣٥ (٧٢٠٩) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.

<<  <   >  >>