للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كان محمد بن إِسماعيل مخصوصًا بثلاث خصال مع ما كان فيه من الخصال المحمودة: كان قليل الكلام، وكان لايطمع فيما عند الناس، وكان لا يشتغل بأمور الناس، كلّ شغله كان في العلم. (١)

وقال: سمعت سليم بن مجاهد يقول: ما بقي أَحد يُعَلِّمُ النَّاس الحديث حِسْبَة غير محمد بن إِسماعيل. (٢)

وسمعت سليما يقول: ما رأيت بعيني منذ ستين سنة أفقه، ولا أورع، ولا أزهد في الدنيا، من محمد بن إِسماعيل. (٣)

قال: وسمعته يقول: كنت أستغلَ كلّ شهر خمس مئة درهم، فأنفقت كلّ ذلك في طلب العلم. فقلت: كم بين من ينفق على هذا الوجه. وبين من كان خلوًا من المال، فجمع وكسب بالعلم، حتى أجتمع له. فقال أبو عبد الله: {مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى} (٤)

وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت البخاري يقول: خرجت إِلى آدم بن أبي إِياس، فتخلفت عني نفقتي، حتى جعلت أتناول الحشيش، ولا أخبر بذلك أحدا. فلما كان اليوم الثالث، أتاني آت لم أعرفه، فناولني صرّة دنانير، وقال: أنفق علي نفسك. (٥)

وقال غُنجار: حدثنا إِبراهيم بن حمد الملاحِمي، سمعت محمد بن صابر ابن كاتب، سمعت عمر بن حفص الأشقر قال: كنا مع البخاري بالبصرة نكتب، ففقدناه أياما، ثم وجدناه في بيت وهو عريان، وقد نَفِدَما عندَه، فجمعنا له الدراهم، وكسوناه. (٦)


(١) سير النبلاء (١٢/ ٤٤٨ - ٤٤٩).
(٢) السير (١٢/ ٤٤٩).
(٣) المرجع السابق.
(٤) سورة القصص آية (٦٠)، سير النبلاء (١٢/ ٤٤٩).
(٥) المرجع السابق (١٢/ ٤٤٨).
(٦) المرجع السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>