للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال غنجار: أنبأنا أبو عمرو أحمد بن محمد المقريء: سمعت بكر بن منير- وقد ذكر معناها محمد بن أبي حاتم، واللفظ لبكر- قال: كان حُمِل إِلى البخاري بضاعة أنفذها اليه ابنه أحمد، فأجتمع بعض التجار اليه، فطلبوها بربح خمسة آلاف درهم. فقال: انصرفوا الليلة. فجاءه من الغد تجار آخرون. فطلبوا منه البضاعة بربح عشرة آلاف. فقال: أني نويت بيعها للذين أتوا البارحة. (١)

قال ورّاقه: كان أبو عبد الله ربما يأتي عليه النهار، فلا يأكل فيه رقَاقَة، أنما كان يأكل أحيانا لوزتين أو ثلاثا. وكان يجتنب توابل القدور مثل الحمص وغيره. (٢)

وحكي أبو الحسن يوسف بن أبي ذر البخاري: أن محمد بن إِسماعيل مرض، فعرضوا ماءه علي الأطباء، فقالوا: ان هذا الماء يشبه ماء بعض أساقفة النصارى، فإِنهم لا يأتدمون. فصدّقهم البخاري. (٣)

قال وراقه: كنا بفربر، وكان أبو عبد الله يبني رباطا مما يلي بخارى، فأجتمع بشر كثير يعينونه علي ذلك، وكان ينقل اللبن، فكنت أقول له: أنّك تُكفَى يا أباعبد الله، فيقول هذا الذي ينفعنا. (٤)

قال: وسمعت أبا عبد الله، يقول: ما تولّيت شراء شيء ولا بيعه قط. فقلت له: كيف، وقد أحلّ الله البيع؟ قال: لما فيه من الزيادة والنقصان والتخليط، فخشيت أن توليت أن أستوي بغيري. (٥)

وفي مجال حسن الصحبة، والتربية، نجد في أخبار هذا الامام الشيء الذي


(١) السير (١٢/ ٤٤٧ - ٤٤٨).
(٢) المرجع السابق (١٢/ ٤٥٠).
(٣) هدي الساري (٤٨١).
(٤) السير (١٢/ ٤٥٠).
(٥) السير (١٢/ ٤٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>