للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فهل ترى هذا الإِمام ترك شيئا لحظّ نفسه في هذه الصحبة الكريمة؟ وهل هناك شك في "ربانية" هذا الإِمام؟.

قال محمد بن أبي حاتم: كانت له قطعة أرض يكريها كلّ سنة بسبع مئة درهم. فكان ذلك المكتري ربّما حمل منها إلى أبي عبد الله قِثّاة أو قثّاتين، لأن أبا عبد الله كان معجبا بالقثّاء النضيج، وكان يؤثره على البطيخ أحيانا وفكان يهب للرجل مئة درهم كل سنة لحمله القِثاء إليه أحيانا. (١)

قال عبدالمجيد بن إِبراهيم: ما رأيت مثل محمد بن إِسماعيل كان يسوي بين القوي والضعيف. (٢)

ومن أخباره في دوام المراقبة واليقظة:

وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت أبا عبد الله، يقول: ما ينبغي للمسلم أن يكون بحالة أذا فى عا لم يستجب له. فقالت له امرأة أخيه بحضرتي: فهل تبيّنت ذلك أيها الشيخ من نفسك، أو جربت؟ قال: نعم. دعوت ربّي عز وجل مرتين، فإِستجاب لي، فلم أحبَّ أن أدعو بعد ذلك، فلعله ينقص من حسناتي، أو يعجل لي في الدنيا، ثم قال: ما حاجة المسلم إِلى الكذب والبخل؟!! (٣)

ومن أخباره في مراعاة الجليس:

قال ورّاقه: وسمعته يقول: ما أكلت كرّاثا قط، ولا القنابري.

قلت: ولم ذاك؟ قال: كرهت أن أوذي مَنَ مَعِي مِنّ نتنهما. قلت: وكذلك البصل النيء؟ قال: نعم. (٤)

ومن وفائه ورقة عاطفته وصدق أخوته ما ذكره إِسحاق بن أحمد قال: كنا


(١) السير: ٢١٢/ ٤٤٩.
(٢) المرجع السابق.
(٣) السير: ١٢/ ٤٤٨.
(٤) السير: ١٢/ ٤٤٥. والقنابري: شجر له رائحة غير محمودة.

<<  <  ج: ص:  >  >>