للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فخشي البخاري وسافر (١).

وقال الحاكم: سمعت محمد بن صالح بن هانئ: سمعت أحمد بن سلمة يمَول: دخلت علي البخاري، فقلت: يا أبا عبد الله، هذا رجل مقبول بخراسان خصوصا في هذه المدينة، وقد لج في هذا الحديث حتى لا يقدر أحد منا أن يكلمه فيه، فما ترى؟ فقبض علي لحيته، ثم قال:

{وأفوض أمري إِلى الله إِن الله بصير بالعباد} (٢). اللهم إِنك تعلم أني لم أرد المقام بنيسابور أشرا ولا بطرا، ولا طلبا للرئاسة، وإنما أبت علي نفسي في الرجوع إِلى وطني لغلبة المخالفين، وقد قصدني هذا الرجل حسدا لما آتاني الله لا غير. ثم قال لي: يا أحمد، إِني خارج غدا لتتخلصوا من حديثه لأجلي.

قال: فأخبرت جماعة أصحابنا، فوالله ما شيعه غيري (٣).

وقال محمد بن أبي حاتم: أتى رجل أبا عبد الله البخاري، فقال: يا أبا عبد الله، إِن فلانا يكفرك! فقال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- إِذا قال الرجل لأخيه: يا كافر، فقد باء به أحدهما" (٤).

وكان كثير من أصحابه يقولون له: إِن بعض الناس يقع فيك، فيقول: {إِن كيد الشيطان كان ضعيفا} (٥).


(١) المرجع السابق.
(٢) غافر: (٤٤).
(٣) السير (١٢/ ٤٥٩).
(٤) أخرجه مالك (٣/ ١٤٨) بشرح السيوطي في الكلام: باب ما يكره من الكلام، ومن طريقه أحمد (٢/ ١١٣)، والبخارى (١٠/ ٤٢٨) والترمذي (٢٦٣٧)، عن عبد الله بن دينار عن بن عمر، وأخرجه مسلم (٦٠) من طريق إِسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن دينار وأخرجه أيضا من طريق عبيد الله بن عمر، وأبو داود (٤٦٨٧) وأحمد (٢/ ٦٠) من طريق فضيل بن غزوان. كلاهما عن نافع عن ابن عمر، وأخرجه أحمد (٢/ ١٨ و ٤٤ و ٤٧ و ١١٢) من طرق عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر.
(٥) النساء (٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>