قال سعيد بن جبير، وعامر الشعبي:«الرحمن» فاتحة ثلاثة سور إذا جمعن كن اسماً من أسماء الله تعالى: «الر» و «حم» و «نون» ، فيكون مجموع هذه «الرحمن» .
ولله - تعالى - رحمتان:
رحمة سابقة بها خلق الخلق، ورحمة لاحقة بها أعطاهم الرزق والمنافع، فهو رحمن باعتبار السَّابقة، رحيم باعتبار اللاحقة، ولما اختص بالإيجاد لم يقل لغيره: رحمن، ولما تخلق بعض خلقه الصالحين ببعض أخلاقه بحسب الطَّاقة البشرية، فأطعم ونفع، جاز أن يقال له: رحيم.
قوله:«عَلَّم القُرآن» فيه وجهان:
أظهرهما: أنه «علم» المتعدية إلى اثنين أي عرف من التعليم، فعلى هذا المفعول الأول محذوف.
قيل: تقديره: علم جبريل القرآن.
وقيل: علم محمداً.
وقيل: علم الانسان، وهذا أولى لعمومه، ولأن قوله:«خَلَقَ الإنْسان» دال عليه.
والثاني: أنها من العلامة، والمعنى: جعله علامة، وآية يعتبر بها، أي: هو