والخاطئ معاقب مأخوذ، والمخطئ غير مأخوذ، ووصفت الناصية بأنها خاطئة كوصف الوجوه بالنظر في قوله «إلى ربها ناظرة» ، وقيل: إن صاحبها كاذب خاطئ كما يقال: ليل قائم ونهار صائم، أي صائم في النهار وقائم في الليل، وإنما وصف الناصية بالكاذبة، لأنه كان كاذباً على الله تعالى في أنه لم يرسل محمداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، وكاذباً على رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ في أنه ساحر، وكاذب أنه ليس بنبي؛ لأن صاحبها يتمرد على الله تعالى، كما قال تعالى:{لَاّ يَأْكُلُهُ إِلَاّ الخاطئون}[الحاقة: ٣٧] .
قوله:{فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ} ، إما أن يكون على حذف مضاف، أي: أهل ناديه، أو على التجوُّز في نداء النادي لاشتماله على الناس، كقوله تعالى:{وَسْأَلِ القرية التي كُنَّا فِيهَا}[يوسف: ٨٢] ، والنادي والندي: المجلس المتجدّد للحديث.